السبت، 4 أكتوبر 2014

الذبيح



دقائق تفصل صوت المؤذن عن الصائمين..
صوتٌ لا يُغطيه ضجيج الجماهير المجتمعة حول مصدره.
- بسم الله..
- الله أكبر.. الله أكبر..
المسيح قال للجماهير المجتمعة من أجل رجم المرأة، التي رأوها وحدها مُذنبةً دونهم ودون الرجل الذي لو سار الأمرُ بمنطقية أو عدالة لكان بجوارها تحت طائلة قانونهم، 
ولكن فيما يبدو إنه صاحب نفوذ، أو ربما يعلم بعض مخالفاتهم لتلك القوانين، أو أنه صديق لهم جميعاً!.
- من كان منكم بلا خطيئة؛ فليرمها أولاً بحجر!..
يدٌ ممسكةٌ بسكينٍ تتوسد رقبةَ خروفٍ متصلة بجسد أسمن من العجل المُعلق، يرتدي صاحبها جلباب أبيض، يغمره لون الدماء.
" وهي الحمير عارفة إنها حمير؟"
لا أعلم يا عزيزي" نجيب"، ولكن ما أعرفه أنها ليست مُضطرة لتقديمنا أُضحيات!.
" طب يبقى أيه الفرق بينا وبينهم؟"
لا أعتقد أنها البردعة فقط يا عزيزي، رُبما السكين والجلباب الأبيض أيضاً!.
اللونُ الأبيضُ رغم أنه يدعوني إلى الإبتهاج إلا أنه يجعل لون الدماء جليَّاً صارخاً!.
الدماءُ دوماً رمزاً للتضحية!، أو رمزاً للخلاص!، 
كان على شجرة التفاح أن تموت أو أن تكون شجرة غير مُثمرة؛ فتُلعن الشجرة، ولا يُسفك دم مسيحٍ أو يموت!.
السير في الشوارع الآن: هو محاكاة للسير في أسفل الجحيم!..
كُل الطُرق مغطاة بالدماء!
بينما وجوه المتجمعين حول الأضحيات التي لوثت دمائها أحذيتهم، يبدو عليها السعادة!.
البعض سعداء؛ لأنه يجب عليهم أن يكونوا سعداء في العيد!.
البعض لأن كل مشكلاتهم قد انتهت بحلول معجزية، لم يصل إليها عقلي القاصر!.
وآخرون سعادتهم نابعة من ميولهم السادية!.
أنظر إلى صديقي، وأقولُ له: خلي العيال تفرح..
أختطف منه ما تبقى في يده من زجاجة الفودكا، وأفرغ محتواها في رشفةٍ واحدة.
- اللهم إني لك صمت، وعلى رزقك أفطرت..

السبت، 12 يوليو 2014

أنا لا أُحب المعلم فؤاد ياأبي !

يسير بخطوات متثاقلة على الأرض
خُطى أثقلتها الهموم !

صراعات لا تُحصى بطريقة تفكير يغلب عليها طابع الموضوعية الذي فارقه لمده ليست قصيره ...
محاولات لترميم ثقب كاد يبتلعه ...

...
خطط ضبابية لعمل جديد _كنوع من إكتساب خبرات اخرى في مجالات اخري عليه استكشافها_
سيكون هذا تحديداً بعد قرار الترقية المنتظر , بعد أن يثبت تفوقه على من يسبقه في عمله بسنوات سبعه
الإستقاله مُعدة سلفاً
فقط يأتي قرار الترقية !

أيام تفصله عن بداية رمضان
هل سيُدخن في الشارع بينما عيون المارة تلعنه ؟؟!
...
تتقافز أمامه ذكرياته البعيدة ... البعيدة جداً ....

حين كان لا يزال في الإبتدائية
وسبب مجموعه السئ في الإعدادية , والذي حال دون دخوله الثانوية العامة ...
يرى مجنوناً -كما يدعون أمثاله- ماراً في الشارع يسُب كل من يقابله

يتذكر شخصاً عظيماً قابله في إحدي المدن السياحية -حيث كان يعمل-
طبيب في العقد السادس من عمره ومازال ممارساً عاماً !
يقول أن هذا أفضل من أن يحبس نفسه في مجالٍ بعينه

يعود إليه سؤال كان قد طرحه على نفسه مراراً في وقتٍ سابق
ما هو المرض النفسي ؟؟
ومن يحدد بأن هذا مريضاً نفسياً أم لا ؟؟
هل هم الأصحاء ؟؟
من هم الأصحاء نفسياً ؟؟
أليسو أولئك الذين يعتقدون أنهم أصحاء ؟!
أليسو أولئك الذين يصدقون اعتقادهم هذا ؟!
حسناً ... دكتور جمال ليس مجنوناً !

هو يؤمن ويصدق ما يقول
اذن ما يقوله حقيقة -بالنسبة له على الأقل-
....
نفس الشوارع ... نفس الخُطى ... إبتسامة صادقة ...
أعمى تقوده إبنته ...
"أنا لا أُحب المعلم فؤاد ياأبي"
هكذا تكلم بصوتٍ مسموع ...
حين كان في المرحلة الإبتدائية 
كان يعلمه الألحان في الكنيسة "المعلم فؤاد"
رجل ضرير له صوت هو الأروع في الألحان الكنسية
ربما لا يفهم معنى ما يقوله في الألحان القبطية
لكنه هذا الصوت الهارب من الجنة ...
سأله والده ذات مره في أحد أيام الصيف شديدة الحراره
وإنتظرت أُمه الإجابه !

كان له من الذكاء ما جعله لا يُجيب بالإجابة المثالية _العقيمة_ لمن بمثل سنه "ربنا"
-"بتحب ماما أكتر ولّا بابا ؟؟" !!

-"المعلم فؤاد ! :P" 
ربما هو لا يحب في المعلم فؤاد سوى صوته -الهارب من الجنه - كما وصفه
ربما أيضاً تزلزل هذا بعدما سمعه يدندن في آخر لقاء جمعهما في اكتوبر الماضي "تسلم الأيادي" !
ربما , ربما , ربما ....
يُخرج هاتفه المحمول ... يتصل بوالده الذي يتلقى الكلمات بدهشة من لا يعلم أن هذا جواب لسؤال طرحه عليه ذات مرة في أحد أيام الصيف منذ عشرون عاماً !
"أنا لا أُحب المعلم فؤاد ياأبي" !