دقائق تفصل صوت المؤذن عن الصائمين..
صوتٌ لا يُغطيه ضجيج الجماهير المجتمعة
حول مصدره.
- بسم الله..
- الله أكبر.. الله أكبر..
المسيح قال للجماهير المجتمعة من أجل رجم
المرأة، التي رأوها وحدها مُذنبةً دونهم ودون الرجل الذي لو سار الأمرُ بمنطقية أو
عدالة لكان بجوارها تحت طائلة قانونهم،
ولكن فيما يبدو إنه صاحب نفوذ، أو ربما
يعلم بعض مخالفاتهم لتلك القوانين، أو أنه صديق لهم جميعاً!.
- من كان منكم بلا خطيئة؛ فليرمها أولاً
بحجر!..
يدٌ ممسكةٌ بسكينٍ تتوسد رقبةَ خروفٍ
متصلة بجسد أسمن من العجل المُعلق، يرتدي صاحبها جلباب أبيض، يغمره لون الدماء.
" وهي الحمير عارفة إنها
حمير؟"
لا أعلم يا عزيزي" نجيب"، ولكن
ما أعرفه أنها ليست مُضطرة لتقديمنا أُضحيات!.
" طب يبقى أيه الفرق بينا
وبينهم؟"
لا أعتقد أنها البردعة فقط يا عزيزي،
رُبما السكين والجلباب الأبيض أيضاً!.
اللونُ الأبيضُ رغم أنه يدعوني إلى
الإبتهاج إلا أنه يجعل لون الدماء جليَّاً صارخاً!.
الدماءُ دوماً رمزاً للتضحية!، أو رمزاً
للخلاص!،
كان على شجرة التفاح أن تموت أو أن تكون شجرة غير مُثمرة؛ فتُلعن الشجرة،
ولا يُسفك دم مسيحٍ أو يموت!.
السير في الشوارع الآن: هو محاكاة للسير
في أسفل الجحيم!..
كُل الطُرق مغطاة بالدماء!
بينما وجوه المتجمعين حول الأضحيات التي
لوثت دمائها أحذيتهم، يبدو عليها السعادة!.
البعض سعداء؛ لأنه يجب عليهم أن يكونوا
سعداء في العيد!.
البعض لأن كل مشكلاتهم قد انتهت بحلول
معجزية، لم يصل إليها عقلي القاصر!.
وآخرون سعادتهم نابعة من ميولهم
السادية!.
أنظر إلى صديقي، وأقولُ له: خلي العيال
تفرح..
أختطف منه ما تبقى في يده من زجاجة
الفودكا، وأفرغ محتواها في رشفةٍ واحدة.
- اللهم إني لك صمت، وعلى رزقك أفطرت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق