السبت، 25 أغسطس 2012

إنتحار ميت !


فتح عينيه ليرى ضوئاً لم يره منذ خمسة أيام

تحسس تلك الأسلاك المتصله بجهاز يصدر صوت متقطع 

تجلى المشهد أمامه صرخ بإسمها ...
نزع تلك الأسلاك عن جسده المُمَدَد على الفراش


قام صارخاً  مردداً إسمها

أخذ يركض بجنون كمن يبحث عن سبيل نجاة في منطقة يقطنها آكلي لحوم البشر!!

كان صدى صراخه وبكائه يدوي في أركان المكان

اعترضته أحد ذوات البالطو الأبيض فدفعها بعيداً عنه بقوة
..
وصل الى الباب

أراد فردي الأمن أن يمنعانه ولكن محاولتهم لم تنجح سوى في عدم هروب أزرار سترته معه

خرج الى الشارع ...كل خطوة يركضها تزلزل ذكراها كيانه
هي التي جعلته يدرك  أن للحياه وجهٍ مُشرِق كوجهها


هي التي فتحت عينيه عن ألوان أخرى للحياه عدا ذلك اللون الكئيب الذي عاش حياته كلها قابعاً خلف عدساته

هي ...  الحب والفرح
الحزن والسعادة
الأمان والخوف
والحياه
!


عقله يأبي أن تفارق صورتها خياله
وقلبه ينزف دماً

(مذبوح يامحبوبتي كما لم يُذبح قبلي ولا بعدي أحد)

إليكِ القُبلة الأولى
إليكِ حين إرتجفت من حضنك الأول
ودفئك الأول
كل التفاصيل تمر أمامه


....
قدرٌ سادي
عنيفٌ في حماقته!
قذرٌ في قسوته




.......

لم تسمع أصوات السيارات وصراخ المارة في الشارع
فصراخها أصم اذناها

وصورته ملقى على الأرض أعمت أعينها
.

.............

مُلقى على الأرض بحماقه
يسمع صوتها بتلذذ


!!وكأن نبرة صوتها وحِدته الناتجه عن ارتفاعه المصحوب بانزعاجها هى مقياس الحب له

آخر صرخه لها لم تكتمل....
كان ليقول انها كشفت مزحته السخيفه لولا ذلك الصوت المصاحب لإنقطاع صرختها


...

أبت قدماه إلا أن تقف في نفس المكان


وقف يسترجع كل الأحداث

يعيد المشهد ألاف المرات في لحظاتٍ قلائل قبل أن يحدث آخر ما تمناه



لم يأبه لأصوات السيارات

لم تعنيه لعنات السائقين أو صراخهم آمرينه بالإبتعاد

لن يمنعه شئ عما عزم أن يفعله

لن يمنعه أحد عن آخر أمل في حياته!

لاعناً القدر .. مُعلِناً إنتصاره المهزوم عليه
وقد كان .
إليكِ القُبلة الأخيره
والرعشة الأخيره
والدفئ الأخير ...

هناك 4 تعليقات:

  1. و جابت كباية المية و قامت طسّاها في وشه و بلتله الورقة الي كان بيكتب فيها و قالتله قوم يا جدع هيبيعوك المحل :D :D :D

    ردحذف
    الردود
    1. لوبيتا : الله يحرقك فوقتيني من الحزن اللي كنت معيش نفسي فيه :D :D :D

      حذف
  2. :D :D ده أنا هخرب بيتك انت لسة شفت حاجة

    ردحذف