|
دُخان سيجارته الأجنبي .. كان وحي ، كان هو النبي |
طوبى لمن صنع السجائر
وطوبى لصوت أم الإله الذي يدفع دخان سيجارته كوحيٍ يعلن عن نزوله ..أو صعوده ..كصلاة مرتفعه للسماء .. كتسبيح لأم الإله .
,,,,
تمدد على الشازلونج
أخرج علبة سجائره الأجنبي
أخرج سيجاره وأخذ يداعبها بيده
أشعلها بعود ثقاب فهو لا يُفضل إشعال سجائره بالولاعات ربما لأنه يريد أن يموت عود الثقاب الذي يُشعِل محبوبته
كلما سحب (نَفَس) من سيجارته فتح فمه وترك الدخان يخرج بكل حرية دون أن يدفعه للخروج
يخرج الدخان على أنغام أغنية (أعطني الناي وغني) التي تتردد بقوة في خياله
يتراقص الدخان فرحاً بحريته معلناً عن وجوده الذي لن يطول كثيراً قبل أن يتبدد
كلما وضع السيجاره في فمه أخذ يُقبلها بشغف ورِفق كمعشوقته التي لم يُقابلها يوماً وربما لن ...
تنتهي السيجاره فيبللها ببعض من المياه الساقطه من خرطوم التكييف بجواره
لا يلقيها كما يفعل الآخرون بوحشية وقذارة بعد أن أخذوا منها ما يرغبون
يشعُر بحزن حين تبتل بالمياه معلنة لوفاتها
ولكنها أفضل طرق الوفاه مادام لا مفر ...
ينام مُمًدِداً أطرافه (الأربعه) وقد خارت قواه بعد رحلة عِشق لم تمتد سوى لثلاثة دقائق أو ربما أكثر بقليل
يجلس خمسة دقائق قبل أن يُفكِر في مداعبة سيجارة أخرى
يخرجها من العلبه
يداعبها بيده
يُخرج عود الثقاب
.....
دخلت حجرته ووجدته يتعبد سيجارة ما كالعادة
ردحذفلكنه لا يشربها بعد
يضعها أمامه و يتأملها بدون حتى أن يداعبها بأصابعه
صوت فيروز يحطم الزجاج في الغرفة
سحبت فيشة السماعة و أفسدت طقوسه
و ألقت نظرة عابثة نحو السيجارة و قالت:
جالك الموت يا تارِك الصلاة
لم يكن الأمر مجرد إفساد للطقوس!
حذفلقد احتسب أن ما حدث هو إزدراء لمعتقده
إهانة لآلهته
عقوبة هذا هي الموت بكل تأكيد
ولكن شيئاً ما منعه من أن يصب غضبه عليا ويُنفذ العقوبة ...!